إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
تفكيك المركب المصالحي 5/7
في الورقة الثالثة رصدنا بعض اختلالات المنظومة الاجتماعية و كيف تساهم في إنتاج الهشاشة و ثقافة التخلف التي تسهل اختراق. النسيج الوطني.
ربطنا هذه الاختلالات في الورقتين الثانية و الرابعة بغياب المجلس الأعلى للأمن و ضعف العقل الاقتصادي الاستراتيجي و بعض مظاهر التخلف المفاهيمي.
في الورقة الخامسة نطرح تساؤلات حول البنية السياسية و ترصد بعض اختلالاتها.
في الورقة السادسة نطرح بعض اختلالات المنظومة الثقافية ودورها الحيوي
في الورقة السابعة نطرح تساؤلات جيوسياسية و جيوستراتيجية مرتبطة بتحديات اللعبة الدولية
يعتبر المستوى السياسي هو أهم مستوى ظاهرا حيث يشكل عقدة عصبية للتقاطعات بين كل المستويات و يعتبر الوجه الآخر لكل مكونات النسق الوطني من أمنية و اقتصادية و عسكرية و….
ففي المستوى السياسي يتم التحكم في المستوى التنظيمي و الإداري و في العمليات الاقتصادية، المالية، النقدية ، الاجتماعية ، الأمنية، عن طريق السلط التشريعية، القضائية، التنفيذية، البنك المركزي و التحكم بالميزانية. المستوى السياسي يرتبط أيضا بطريقة ضمنية و خفية بالمستويات العليا الغير ظاهرة التي تشكل ما بعد البنية (meta-structure) و التي تجد جذورها في المستوى الثقافي و المستوى الدولي. الفاعلون السياسيون يمارسون لعبة وضعت قوانينها في مستوى آخر لا يدرك إلا بعد اختراق الحجب الكثيفة التي تخفي ما بعد البنيات… بما أننا بصدد تفكيك المركب المصالحي فإن أكبر تجليات الفساد والاختلالات تجد منبعها في هذا المستوى حيث يتم استلاب قرار الأمة و سن القوانين التي تتيح للمستويات الدنيا الاستحواذ على ثروات الأمة و تدمير بنيتها الممانعة و يكون عنوانها تغيير قواعد اللعبة…
الجزء الخفي من جبل الجليد حيث تهندس البنية السياسية الظاهرة للدول مرتبط بلعبة الأمم و بالصناعة الثقافية العالمية.
لما نتكلم على المستوى السياسي فنحن بدأنا نتكلم عن الدولة التي لا يمكن اختزالها في الإدارة والعمليات التنظيمية و التقنية.
الفكر السياسي ليس مجموع القيم القومية و سلسلة من المواقف الوطنية، ذلك أن أغلب الحركات السياسية التي تفشل لا تمتلك فكرا يمكنها من إدراك ما بعد البنية، استباق تغيير قواعد اللعبة و تصور خطط على المدى البعيد ثم صياغة استراتيجيات داخلية و خارجية و بالتالي تبقى رهينة ردود الأفعال والزمن القصير. ان الفعل في الواقع لا يتم إلا بعد تمثل هذا الواقع دهنيا و عملية الوعي تستدعي نظرية معرفية عمقها الفلاسفة عبر التاريخ.. الدليل على ذلك هو ما عرفه العالم الثالث من فقدان البوصلة السياسية نتيجة التخبط الأيديولوجي، الغباء السياسي وانعدام الرؤيا الاستراتيجية بعد حرب الخليج الأولى و انهيار المعسكر الشرقي .
لا يجب ان ننسى ان الممارسة السياسية هي عملية ديناميكية تعتمد على القراءة المستمرة للاستراتيجية من خلال حركات الفاعلين الآخرين. اننا لن نمتلك عقلا سياسيا بتوظيف أساتذة جامعيين وخبراء، فأقصى ما سنحصل عليه هو عدد من المحللين الاستراتيجيين لأن العقل السياسي الفاعل هو الدولة الوطنية المستقلة المتمثلة في بنية مجتمعية و تعاقدات سياسية ثابتة و مشروعة.
تساؤلات رقم 5
1-هل التقرير الإيديولوجي للاتحاد الاشتراكي في المؤتمر الاستثنائي و اكتساب آليات العمل السياسي الديمقراطي كانا لبنة اساسية في بناء الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة بمفهوم القرن ١٨؟
2- أية مقاربة جديدة في ظل التغيرات العالمية؟
3-هل يمكن الانتقال إلى تصورات جديدة للحكامة دون استكمال بناء الدولة الوطنية بمفهوم القرن ١٨؟
4- من هم الفاعلون ن السياسيون الجدد؟
5- هناك دائما قيادات سياسية ولكن هل هناك مشروع سياسي جديد؟
6- هل من نموذج معاصر للحكامة السياسية ؟
7- ما هي الآليات الفكرية المعاصرة التي يجب أن يمتلكها الفاعل السياسي؟
8- لماذا الحملة على الأموي: سنة 1998 خلال إقامة الأوراش الكونفدرالية حيث قام صحفي بصحيفة باللغة الفرنسية معروفة بانتمائها بكتابة مقال كله سب و قذف في حق الأموي دون أن يحرك أو يستنكر اي احد دولة وأحزابا، ثم بعد الانسحاب من الاتحاد الاشتراكي قامت صحيفة نعرف اليوم من صاحبها الحقيقي بحملة دامت سنوات بدون احترام الأخلاقيات المهنية .
7-اليوم و قد فقد كل النسق السياسي المغربي مصداقيته و أصبحت الأحزاب السياسية تلعب دور الكومبارس حسب تصريحات زعمائها يمكننا طرح الأسئلة التالية:
- هل كانت الحملات الصحفية تمهيدا لإضعاف حكومة التناوب و تفكيك النسق السياسي المغربي و لصالح من؟
-لماذا الانسحاب من الاتحاد الاشتراكي؟
- هل كان الانسحاب ظرفيا او في إطار أجندة تتحكم فيها أطراف خارج الحزب و النقابة.؟
- من كان وراء الحملة المأجورة على بوزوبع و تقزيم الحزب الجديد؟
- من كان وراء الجهلة الذين كانوا يحاولون فك الارتباط السياسي والنقابي؟ هل كان الهدف منه التفرد بالريع النقابي؟
- هل كان الهدف منه إضعاف حكومة التناوب؟
- هل كان الهدف منه تدمير النسق السياسي الذي كان نتيجة التوافق التاريخي بين المخزن والحركة الاتحادية سنة 1974 الذي أطر المرحلةة إلى …؟
- هل اتخذ المخزن الحياد بين كل الأطراف و لم يتدخل خلال أزمة الاتحاد الاشتراكي؟
***الصورة هي للتنين ذي الرؤوس السبع الذي يعيد إنتاج نفسه اذا قطعت رؤوسه كلها أو بعضها و لكن يموت فقط إذا بقي برأس واحدة و هو يشير إلى الدولة كما نظر لها هوبز في le leviathan..