أتكلم عن مركب مصالحي لأن تعدد المتدخلين و الفاعلين وصل إلى مستوى كبير بحيث أن أكثر الملاحظين سيفقد الخيط الناظم و يعجز أن يربط الوقائع ببعضها. و من عجزه عن الفهم يلجأ البعض إلى التماسيح و العفاريت. سأحاول في هذا المقال تخمين من يكون التماسيح و العفاريت و تبقى محاولة نظرية .
في الحقيقة لما نلقي بالحجر في البركة الاسنة يخرج التماسيح رؤوسهم و لما نشير لرجال الظل تخرج جوقة العفاريت من قمقمها.
يمكن القول بأن التماسيح هم العدد الكبير من المستفيدين لعقود من تسيير عدد كبير من المركبات الاجتماعية و الرياضية و الترفيهية و الجمعوية و على هامش عدد كبير من المركبات الاقتصادية و هم على استعداد لافتراس كل من يقترب من بركتهم و يقدمون المساندة القصوى بالعدة والعديد لحلفائهم خلال كل الاستحقاقات والمؤتمرات الحزبية و النقابية و الانتخابات المهنية التي ستفرز أعضاء اللجان الإدارية المسيرة . و الأمثلة كثيرة تبدأ بالتعاضديات و تنتهي بالبلطجية الذين يتحكمون في أسواق السمك و الخضر و يمكن تعبئتهم خلال الانتخابات و المؤتمرات النقابية و الحزبية و الجمعوية و اجتماعات اللجان الإدارية للمركبات الاجتماعية….
بالنسبة لما سمي بالعفاريت فيصعب كثيرا تحديدهم و التعرف عليهم لأنهم كالدخان في الهواء يدخلون كل البيوت و يطلعون على كل المعلومات حول هذا الريع و كيف يصرف و يرفضون الصمت دون ان ينالوا نصيبهم من الوزيعة و خصوصا ان لهم القدرة على التدخل و مجالهم مفتوح على كل العالم. هذه العفاريت هي التي ستشكل صلة الوصل مع الخليجيين و الجريمة المنظمة من مخدرات و دعارة و تجارة الأعضاء و الاستحواذ العقاري و تفتح باب الوطن على مصراعيه لكل المخاطر و هذا حسب تحليلي الاستباقي…
ان هذه البنية من أهم أسباب الهشاشة و تخلف بلدنا والاختراقات التي عرفها نسيجنا الوطني لأنها أنتجت ثقافة تعرقل التأقلم الضروري لبلدنا مع تحديات العالم المفتوح الذي لا يمكن الهروب منه فلم تطور البنية التحتية الرقمية و كفاءات الموارد البشرية اللازمة لرفع التحديات التي تواجه بلدنا حتى عرفنا الاختراقات الرقمية و… و في كثير من الحالات لم نتحرك إلا تحت ضغط الاتحاد الأوروبي و العديد من القوى الخارجية الأخرى…
تساؤلات 3:
لماذا يبقى المسؤولون عن تسيير التعاضديات و التعاونيات و المركبات الاجتماعية و أغلب جمعيات الأعمال الاجتماعية خالدون في كراسيهم لعقود؟
لماذا تعرف انتخابات الهيئات المسيرة لأغلب جمعيات الأعمال الاجتماعية و التعاضديات معارك طاحنة و اختلالات مزمنة و أزمة شرعية و مشروعية؟
لماذا تأخر السجل الاجتماعي الموحد؟
لماذا تأخر التعريف البيومتري؟
اين انتهت التحقيقات في تزوير الحالة المدنية و الهوية الوطنية؟
هل تم إدماج اجانب بهويات مزورة في المؤسسات الوطنية الاقتصادية و الاستراتيجية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق