في السيادة -١
و انا اتابع تطورات الحرب العالمية الثالثة و كيف اخدت شكل الحرب الكلية (guerre totale) خصوصا في ما يرتبط بالسياسة النقدية و المالية و الطاقية فتذكرت زعيما اشتراكيا وطنيا و هو عبدالرحيم بوعبيد و القائد الحداثي خريج مدرسة العلوم السياسية بباريس و أحد مهندسي المرحلة التي دامت من ١٩٧٤ الى ٢٠٠٣ وعرف فيها المغرب استقرارا سياسيا حقيقيا. لقد كان أهم أعمدة حكومة عبدالله ابراهيم كنائب لرئيس الحكومة و وزير المالية تلك الحكومة التي لم تدم أكثر من ١٨ شهرا و وضعت اللبنات الأساسية لسيادة المغرب واستقلاله الحقيقي رغم كل محاولات فلول الاستعمار. فماذا كان سيكون مصيرنا لو بقينا مثل الدول الإفريقية بدون عملة وطنية مستقلة تحت رحمة الفرنك الافريقي و بدون سياسة مالية و طاقية و صناعية و فلاحية و…
بدون الدخول في التفاصيل اذكر بعض أهم الإنجازات الاستراتيجية لهذه الحكومة:
١-بنك المغرب هو البنك المركزي المغربي وهو مؤسسة عمومية تتمتع بالاستقلال المالي، أسس في 30 يونيو 1959 م في عهد الملك محمد الخامس و باقتراح من حكومة عبد الله إبراهيم ليحل محل البنك المخزني المغربي.
٢-صندوق الإيداع والتدبير (CDG) هو صندوق تم إنشاؤه عام 1959 في أعقاب استقلال المغرب باقتراح من حكومة عبد الله إبراهيم، شكل للسلطات العمومية المغربية منظمة لتأمين المدخرات الوطنية من خلال إدارة صارمة للودائع.
٣-الشركة المغربية المجهولة الاسم للصناعة والتكرير أو المعروفة اختصارا سامير، هي شركة مغربية مختصة في تكرير وتجارة النفط وهي تملك المصفاة الوحيدة في البلاد. تدير سامير مصفاة المحمدية التي تبلغ طاقة إنتاجها 125.000 برميل في اليوم، كما لها مركز تخزين في سيدي قاسم الذي يربطه بالمصفاة خط أنابيب يبلغ طوله 200 كلم.
٤-إنشاء المركب الصناعي بالناظور، الذي نتج عنه تأسيس الصناعة الحديدية في المغرب من جرارات و أدوات.
٥-الشركة المغربية للدراسات الخاصة والصناعية (سميسي)، هي شركة مغربية أنشئت سنة 1959، ومنذ إحداثها وهي تواكب تطور مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط عبر إنجاز دراسات ولكن أيضا عبر تركيب وحدات جاهزة للتشغيل في ميادين معالجة المعادن والمناولة والصناعة الكيماوية.
٦-مباشرة مخطط واسع للإصلاح الزراعي وقد أشار خطاب العرش للمغفور له محمد الخامس في 18 نونبر 1959 إلى “منح صغار الفلاحين قطعا أرضية (…) و عملية الحرث لتجديد فلاحتنا باستعمال المعدات الآلية ..”
٧-بدون دكر الإنجازات الاجتماعية و السياسية و القانونية و…
لقد كان لاقالة حكومة عبدالله ابراهيم آثار سلبية على البناء السياسي المغربي و كانت بداية لمرحلة من عدم الاستقرار و فقدان التقة في الحاكمين و المعارك بكل انواعها ما بين الحركة الاتحادية و الدولة لم تنتهي الا بعد التوافق الذي تم بين المرحومين الملك الراحل الحسن التاني و الزعيم الراحل عبدالرحيم بوعبيد سنة ١٩٧٤ و رغم ذلك لم يتمكنوا من اعادة اللحمة للبناء السياسي المغربي لان التقة لم يتم اعادة بناءها كليا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق