في الفكر السياسي - 1
اقول له هل يمكن تصور ان تلعب الشطرنج و انت لم تدرس قواعد اللعبة بعمق. او هل يمكنك قيادة الانظمة الصناعية الاتوماتيكية و انت لم تدرس الرياضيات و ميكانيزمات التحكم.
ان عدم إدراك قواعد اللعبة و النظريات المؤطرة لها هي التي تجعل العامل او النقابي البسيط اداة طيعة في يد من يفهم قواعد اللعبة و يستطيع استباق حركات اللاعبين الأخرين.
ان عملية اضعاف التنظيمات النقابية بدات بفصلها عن الافق السياسي و تحويلها الى بوكتف اي أدوات يتم توظيفها بسهولة و حتى التنظيمات السياسية تم افراغها من محتواها لتصبح آليات للتطبيل لقيادات لا يهم سنها ولكن المهم عمالتها و خنوعها و تبعيتها للاختيارات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية القائمة.
ان اول ضربة تلقتها الحركة التقدمية بشقيها السياسي و النقابي كانت باغتيال الشهيد عمر بنجلون و اقبار مشروعه مشروع مدرسة التكوين السياسي و النقابي و التي استمر في وضع اسسها، بعيدا عن التنظيم السياسي، الشهيد محمد عابد الجابري الذي كان يقول: إني امارس السياسة بالثقافة.
ان الفكر و الممارسة النظرية هو اساس التغيير المتحكم في نحو التقدم و الرفاه السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و يستدعي جهدا كبيرا من طرف كل الاطر السياسية و النقابية الصادقة. فلا بجب الخلط بين الدغمائية و الايديولوجيا و الفلسفات و النظريات السياسية و الاقتصادية فبدون نظريات علمية لن تحلق اي طائرة و لن يشتغل اي حاسوب و لن تنجح اي استراتيجية اقتصادية و لكل فئة ايديولوجيا تدافع بها على مصالحها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق