في الذكرى السبعين لانتفاضة 20 غشت
قرع ناقوس الخطر لاعلان الاستنفار العام
لمواجهة الحرب الهجينة المعلنة
على كل شمال افريقيا
رحم الله الوطنيين الذين نظموا عودة الفقيه البصري للمغرب اين نجد امثالهم اليوم
المقدمة
مع اقتراب الذكرى السبعين لانتفاضة 20 غشت وأنا استحضر يوم 20 غشت 1995 حيث ساهم الاموي بكل ما أوتي من إمكانيات في السهر على نجاح إحياء الذكرى الأربعينية لانتفاضة 20 غشت 1955، قررت إن أساهم في إحياء هذا الحدث العظيم في تاريخ شمال إفريقيا، في هذه اللحظة التاريخية اليوم و المخططات الامبريالية القديمة الجديدة تحاول تدمير كل إفريقيا وإعادتها إلى بيت طاعة الهيمنة و السيطرة و التبعية السياسية و الاقتصادية بتنفيذ مخطط تفتيت دولها إلى كانطونات عرقية و طائفية. خلال احتفالات فاتح ماي 1997 شرح الاموي نظرته البعيدة و حلل تغول المخطط الامبريالي و تكلم عن الحكومة العالمية و عن جيوب المقاومة
إن هذا المقال التحليلي ليس فقط للاحتفال أو لإحياء الذكرى ولكنه فرصة للتنبيه و التحذير بل لإعلان استنفار عام لمواجهة الحرب الهجينة الشاملة التي بدأت بوادرها تظهر بوضوح، هذه الحرب التي يخطط لها أعداء الإنسانية مستعبدو الشعوب و التي تستهدف ليس فقط شمال إفريقيا بل كل إفريقيا و كل العالم كما تنبأ بها الأموي غداة إحداث 11 شنبر 2001 حيث كتب بان الدور قادم بعد أفغانستان على العراق و سوريا و ليبيا و الجزائر و لن يكون المغرب بمنأى عنها.
لا يمكن إن انهي هذه المقدمة دون التأكيد على الدور الحيوي التي تلعبه مصر التاريخ، الحضارة و الثورة في استقرار شمال أفريقيا، هذا الذي كان سببا أساسي في استهدافها أثناء العدوان الثلاثي كرد استعماري على دورها في دعم كل حركات التحرر بإفريقيا و أسيا خصوصا بعد صدور كتاب عبدا لناصر -فلسفة الثورة- حيث خطط لدعم حركات التحرر بالعالم و وضع الأولويات بغكرة الدوائر الثلاثة و كانت دول شمال إفريقيا في الدائرة الأولى حيث كانت بالقاهرة مقرات التنظيمات الإفريقية، و مبنى «الرابطة الأفريقية» في «خمسة أحمد حشمت» بالزمالك و كان قادة المقاومة المغربية و الجزائرية من طينة عبد الكريم الخطابي و علال الفاسي و احمد بنبلة و الحسين ايت احمد مستقرين بالقاهرة و كانت خطب أسد الريف تنتقل من إذاعة صوت العرب و تصل إلى كل من المغرب و الجزائر فلا عجب ان تنطلق في نفس اليوم انتفاضة وادزم و سكيكدة.
اليوم تعرف شمال إفريقيا تحديات كبرى و تهديدا مصيريا لاستقرارها و لوجودها كدول مستقلة و موحدة بفعل الأطماع الخارجية للمشروع الصهيو-امبريالي المدعوم من الأوليغارشية المالية العالمية و داخليا بالفعل الطابور الخامس الداخلي الذي استهوته المسخرة الصهيو-تركية المكون من قطعان من الجهلة الدمويين الإرهابيين الفاقدين للرشد المغسولة أدمغتهم و غير القادرين على التفكير النقدي المستقل عن شيوخهم و قادتهم بلندن و تركيا و قطر. هذه القطعان التي تمت صناعتهم خلال الحرب الباردة لمواجهة حركات التحرر الوطني بافريقيا و اسيا و المد اليساري التحرري بأمريكا اللاتينية و قد تدفقت اموال البترول بغزارة لبناء هذا الجيش من المرتزقة و تم تدريبه عبر العالم من طرف المركب الصهيو-تركي تركيا التي سلمت فلسطين و الجزائر للاستعمار و الحالمة باستعادة هيمنتها على جثة إمبراطوريتها الميتة. تركيا التي لم تستطع ابدا اختراق المغرب المنيع تاريخيا و الذي لم يسقط في يد الاستعمار الا بعد بيع العثمانيين الجزائر لفرنسا. اليوم تركيا و الصهاينة في نفس مركب الناتو ساهموا في تدمير العراق و سوريا و ليبيا. اما بعد ان سقط القناع عن الدور التركي فلا يمكن الا ان ننتظر دورا اكثر عدوانية على مصر و الجزائر و المغرب.
المشروع الصهيو-امبريالي: الأوليغارشية المالية العالمية وحش بوجوه متعددة
لا يمكن الحديث عن الحرب دون تحدبد العدو الاساسي الحقيقي المتخفي وراء ضباب الحرب و دخان التعتيم, تقليديا كان المدهب او العقيدة العسكرية للدولة هي التي تحدد ما هي المخاطر و من هو العدو الاولي او الثانوي و من هم الحلفاء. ولكن مع التغيرات العميقة التي يعرفها عالمنا المعاصر و في غياب تطور القيادات العسكرية لتدمج في لجنتها الوطنية قيادات الحرب السيبرانية و الحرب الادراكية المعرفية و الكل في اطار الحرب الهجينة الشاملة، في غياب المجلس الاعلى للامن و أليات واضحة لصناعة الاستراتيجية الوطنية و العقيدة المتجددة التي تمكن كل الفاعلين كيف ما كان موقعهم من تحديد اولوياتهم انطالقا مما حددته العقيدة الوطنية المتفق عليها. في هذه المحاولة لتحديد العدو الاساسي و الحقيقي اتوجه لكل شمال افريقيا لاننا لا يمكن أن نفصل ما جمعته الجغرافية و التاريخ منذ ما قبل عصر الفراعنة، فانهيار اي دولة كبيرة بشمال افريقيا سيأدي حتما الى انهيار كل الدول الاخرى.
منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ساد اعتقاد بأن العالم سيسير نحو نظام ليبرالي ديمقراطي بقيادة الغرب، لكن الحقيقة كانت أكثر قتامه: لقد تحوّل العالم إلى ساحة صراع تُهيمن عليها أقلية مالية وسياسية (الأوليغارشية العالمية)، تتحكم بمفاصل الاقتصاد والسلطة، وتستخدم كل الأدوات – من الثورات الملونة إلى الحروب الهجينة– لفرض هيمنتها و سيطرتها.
اليوم، نحن أمام سؤال مصيري: هل يمكن للعالم أن ينجو من هذا الاستنزاف، أم أن مصيره سيكون حربًا شاملة أو استعبادًا ماليًّا شاملًابحكومة عالمية يكون مركزها المالي بالقدس كما اعلن ذلك جاك اتالي، المستشار الشهير للرئيس الفرنسي الكبير فرنسوا ميتران و عراب الرئيس الحالي امانويل ماكرون، منذ اكثر عقد من الزمان؟
1-من هم؟
هم تحالف غير معلن بين:
البنوك العملاقة (مثل جولدمان ساكس، جي بي مورجان).
شركات إدارة الأصول (بلاك روك، فانغارد، ستيت ستريت) التي تتحكم بـ تريليونات الدولارات وتسيطر على معظم الشركات العالمية.
اللوبيات السياسية (الصهيونية المسيحية، المركب العسكري-الصناعي الغربي،...).
2-أدواتهم للهيمنة:
السيطرة على العملات: الدولار سلاحهم الأول، والعقوبات المالية أداة إخضاع.
السيطرة على الإعلام و تكنولوجيا المعلومات و الاتصال و منصات الشبكات الاجتماعية و صناعة اشباه الموصلات
الحروب الهجينة
الثورات الملونة (أوكرانيا 2004، سوريا 2011).
المافيا العالمية (تجارة المخدرات، السلاح، الأعضاء، الدعارة و البورنغرافية، تبييض الاموال و الملادات الضريبية...) ويتم تمويل الفوضى و اختراق امن الدول عن طريق الجريمة المنظمة كمرحلة سابقة للاختراق السياسي
السيطرة على الغذاء والدواء: من خلال احتكار البذور (مونسانتو) والأدوية (فايزر).
السيطرة على الأراضي الفلاحية و صناعة الأسمدة عبر العالم
3-حتى حلفاؤهم ليسوا آمنين:
أوروبا تُجبَر على تدمير صناعتها لصالح أمريكا (أزمة الغاز بعد حرب أوكرانيا).
إسرائيل تُستخدم كرأس حربة ثم تُرمى عندما تتعارض مع المصالح الأمريكية (مثل ضغوط بايدن على نتنياهو)
ان المخطط مثل المجنزرة الضخمة التي لن تتوقف و ستدوس الكل حتى الحلفاء و ان لم تسويهم بالارض من الوهلة الاولى ستعيد الكرة و ان لزم الامر عقدا من الزمن ذالك ان اصحاب المشروع يعتقدون انه حيوي لاستمرار هيمنة الحضارة الغربية الصهيومسيحية و للمحافظة على مصالح الأوليغارشية المالية العالمية
واهم من يعتقد انه بالتطبيع و بخدمة الصهيونية سيجني مكاسب لبلده ولكن سيسهل اختراق امن وطنه و إضعافه و استنزاف ثرواته و ابتزازه لاستعماله في تنفيذ المخطط العالمي على محيطه و على بلده دون رحمة.
ان اكبر خطأ يقوم به المتحالفون مع الغرب ومع اللوبيات الصهيونية هو الاعتقاد ان لهم حصانة تحميهم من تنفيذ المخططات الكونية الكبرى عليهم، ذالك ان اهميتهم نسبية امام اقتصاد الدول العظمى و ان صناعة القرار بالدول الغربية الديمقرادية ليس احاديا وليس ظرفيا فصناع القرلر متعددون ومصالحهم الكبرى متناقضة و بعيدة المدى...
من الثورات الملونة الى الحرب الهجينة الشاملة على شمال إفريقيا
1- السياق العام
بكل شمال افريقيا بدأت تنتشر مؤشرات انهيار الدول و فضائح كبيرة تمس بمصداقية الانظمة السياسية و تمس بتماسك المجتمعات المستهدفة و تحدث شروخا كبيرة بالجبهات الداخلية بدول شمال افريقيا لا اقول ان هذه الفضاىح حقيقية او مفتعلة ولكن يتم استغلالها لعدم تعامل السلطات بالجدية و السرعة اللازمة. بصفة عامة هذه بعض المؤشرات على الحرب الهجينة التي سيتم اشعالها بعد فشل تحقيق اهداف الثورات الملونة خلال الربيع العربي:
تصاعد نشاطات الحركات الاستقلالية و الانفاصلية و هي في طور التحول الى تمردات مسلحة في كل شمال افريقيا
اعادة تفعيل عدد كبير من النشيطين الاسلاميين بالشبكات الاجتماعية باوروبا و تركيا و امريكا الذين انطلقت انشطتهم مع الربيع العربي ثم تراجعت مع فشل المرحلة الاولى من الثورات الملونة
عمليات الاختراق السبراني و التسريبات لمعلومالت حساسة تسيئ لكبار المسؤولين و السياسيين و انتشار فضائح اخلاقية واقتصادية عن سوء التصرف و تضارب المصالح
عمليات تخريب كما وقع لمقسم شارع رمسيس بمصر
حرائق الغابات و عدم القدرة على تطويقها
كوارت طبيعية و حوادث قاتلة نتيجة الفساد الاقتصادي و الاداري و عدم توفير البنية التحتية الناجعة.
عمليات الهجرة الغير النظامية مع تغطية اعلامية كبيرة
تجاوزات امنية قاتلة لا يتم معالجتها بسرعة و بطرق تحد من تاثيراتها السلبية على صورة المؤسسات
صراعات و اعتقالات بين القيادات العسكرية و الامنية و اعتقال و توقيف بعضهم او هروبهم أو انشقاقهم
مناوشات و اختراقات مسلحة لحدود بعض دول شمال افريقيا من طرف مليشيات الساحل او المستقرة بليبيا
انفلات التحكم بالميليشيات المسلحة و المرتزقة بالساحل و بليبيا و تسليحها من لرف دول مثل تركيا و قطر و الامارات و روسيا
اعلان نتنياهو نيته احتلال غزة و سيناء و الاردن و السعودية و سوريا و جزء كبير من مصر لتاسيس اسرائيل الكبرى
الفضاىح دات التاثير على قيم المجتمع و الانتشار الاعلامي الكبير التي تمس البرلمانيين و الفنانين و نخب المجتمع والاوساط التعليمية و الاكادمية و تكون مرتبطة بسوء استعمال السلطة أوالرشوة أو الفساد و الدعارة أو المخدرات أو الاتجار بالاعضاء البشرية -بيع الدبلومات المزورة مثلا-
الصراعات الاجتماعية الحادة بين الدولة مكونات المجتمع المدني مثل النقابات و انتشار تسريبات و فيديوهات مفيركة تسيئ للدولة و لقادة المجتمع و يكون تاثرها كبير لغايب و ضعف الشفافية و الشرعية و المشروعية.
فضائح استحواد مافيا العقار على ممتلكات الموطنين و افقاد المحافظات العقارية مصدقياتها مع حماية القوانين للصوص بعد انصرام عدد من السنوات,
2-الحرب بالثورات الملونة
2.أ-المقدمة
الثورات الملوّنة تمثل أحد أبرز أشكال الحروب غير التقليدية في العصر الحديث، حيث يتم توظيف أدوات الاحتجاج الشعبي والحراك السياسي والاجتماعي كوسيلة لإحداث تغييرات جذرية في الأنظمة والدول المستهدفة، دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر. وهي تقوم على استغلال الأزمات الداخلية، مثل الفساد، التفاوت الاجتماعي، والانسداد السياسي، ثم تضخيمها عبر شبكات إعلامية ومنظمات غير حكومية، ودعمها بوسائل تكنولوجية ومالية خارجية.
تتميز هذه الثورات بقدرتها على الجمع بين القوة الناعمة والضغط الجماهيري والتلاعب النفسي والإعلامي، حيث تُقدَّم في صورة حركات شعبية عفوية تطالب بالديمقراطية أو الإصلاح، بينما تكون في عمقها جزءاً من استراتيجية صراع تهدف إلى تغيير الأنظمة أو إعادة توجيه سياساتها بما يخدم مصالح قوى خارجية.
وتُستخدم في هذا الإطار أدوات متعددة:
الحرب الإعلامية لنشر الرموز والشعارات وتضخيم الأحداث.
الحرب السيبرانية عبر السيطرة على تدفق المعلومات وتوجيه الرأي العام.
الحرب النفسية من خلال نشر الشك، الإحباط، والتشكيك في شرعية الدولة.
الحرب الثقافية والمعرفية باستهداف منظومة القيم والهوية الوطنية.
وبذلك، فإن الثورات الملوّنة ليست مجرد تعبير سياسي داخلي، بل هي أحد أشكال الحرب الهجينة التي تُدار بأدوات مدنية في الظاهر، لكنها تحمل في جوهرها أهدافاً جيوسياسية كبرى. إنها ساحة جديدة من الصراع حيث تتحول الجماهير إلى أداة، والوعي الجمعي إلى ميدان معركة، والنتيجة غالباً إعادة تشكيل موازين القوى على المستويين الإقليمي والدولي.
2.ب-الاهداف
إسقاط سلطة تُعتبر استبدادية أو غير شرعية.
إقامة نظام سياسي أكثر انسجامًا مع مصالح الداعمين المحليين والخارجيين.
إعادة توجيه السياسة الخارجية للدولة المستهدفة.
الترويج للنموذج الديمقراطي الليبرالي (غالبًا وفق المعايير الغربية).
2.ج-الطرق الرئيسية للحروب الملوّنة
تُعتبر الحروب الملوّنة من أبرز أشكال الحروب غير المباشرة التي تلجأ إليها القوى الكبرى لإسقاط الأنظمة أو تغيير سياساتها دون خوض مواجهة عسكرية صريحة. وتعتمد هذه الحروب على مزيج من الأدوات السياسية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية، لتوجيه المجتمعات نحو حالة من الفوضى المنظمة تؤدي إلى انهيار الدولة المستهدفة أو إعادة تشكيلها. ومن أهم الطرق الرئيسية التي تُستخدم في هذا النوع من الحروب:
اختراق المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية
يتم تمويل وتوجيه جمعيات ومنظمات تحت عناوين حقوق الإنسان، الديمقراطية أو التنمية، لتكون أداة في تحريك الشارع وتنظيم الاحتجاجات.
الحرب الإعلامية والدعاية الرمزية
عبر القنوات الفضائية، الصحافة، ومواقع التواصل الاجتماعي، يتم تضخيم الأزمات، ونشر شعارات موحّدة (ألوان، رموز، زهور...) لتعبئة الجماهير وصناعة صورة جذّابة للحراك.
التلاعب النفسي والإدراكيمن خلال نشر الشائعات، الأخبار الكاذبة، والتأثير في وعي الشباب، بهدف زرع الشك في شرعية الدولة وإقناع الجماهير بضرورة "التغيير الفوري".
توظيف الأدوات الاقتصادية والمالية
فرض عقوبات، خنق اقتصادي، أو استغلال الأزمات المعيشية لتأجيج الغضب الشعبي وتحويل السخط الاجتماعي إلى طاقة سياسية.
استخدام التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية
تنسيق الحشود وتنظيم الاحتجاجات عبر الإنترنت، وتوجيهها من الخارج، إضافةً إلى شنّ هجمات سيبرانية لإضعاف مؤسسات الدولة وتشتيت قدراتها.
استقطاب النخب والشباب
عبر برامج تبادل، منح دراسية، أو تدريبات في الخارج، يتم إعداد قادة رأي قادرين على تحريك الجماهير وقيادة الحراك.
الضغط الدبلوماسي والدولي
استخدام المنظمات الدولية والمحاكم والإعلام العالمي لعزل الدولة المستهدفة، وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي.
2.د-ملخص للاساليب و الجهات الفاعلة
التفاصيل |
المحور |
- تدريب النشطاء على أساليب الاحتجاج السلمي والتعبئة (جين شارب، أوتبور). - الاستخدام المكثف لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل والشعارات. - استغلال الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاخلاقية أو الانتخابات المشحونة. - صياغة رموز بصرية قوية (ألوان، زهور، شعارات بسيطة). - تصوير المحتجين كأبطال وإدانة السلطة دوليًا. - الضغط الدبلوماسي والعقوبات الخارجية لعزل النظام. |
الأساليب |
- منظمات غير حكومية دولية (National Endowment for Democracy، Freedom House، Open Society). - مؤسسات خاصة وشبكات تمويل غربية. - حكومات أجنبية (خصوصًا الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي). - حركات طلابية ونقابية محلية. - ناشطون إعلاميون ومؤثرون محليون. |
الجهات الفاعلة |
- ثورة الورود (جورجيا، 2003). - الثورة البرتقالية (أوكرانيا، 2004). - ثورة التوليب (قرغيزستان، 2005). - الربيع العربي (تونس، مصر، 2011 – في بعض التحليلات). |
الأمثلة |
- المحافظة على مصداقية و شرعية المؤسسات و مشروعية النخب الحاكمة و تماسك الجبهة الداخلية - مراقبة تمويل المنظمات غير الحكومية من الخارج. - سن قوانين دبمقراطية لمراقبة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. - فتح نقاش وطني عمومي مع قادة الحركات الاحتجاجية لفضح اهدافهم غير المعلنة. - تحسيس المواطنين بدورهم في حماية السيادة الوطنية و بـأخطار التدخل الأجنبي. - القيام بحملات إعلامية مضادة هادفة و ذات مصداقية تكشف الأجندات الخارجية. - المعركة معنوية و اعلامية قبل كل شيء فلذلك يجب اجتناب التدخلات الامنية العنيفة و الشطط في استعمال السلطة و المحافظة على مصداقية التحريات الامنية و القضائية |
إجراءات المواجهة |
2.ه-الخلاصة
الحروب الملوّنة تقوم على التكامل بين الضغط الداخلي والتحريك الخارجي، حيث يُستغل الشارع المحلي كواجهة، بينما تدار العملية من الخارج عبر أدوات ناعمة تتدرج من الإعلام والاقتصاد إلى السياسة والدبلوماسية. وهي في جوهرها شكل من أشكال الحرب الهجينة التي تستبدل الدبابات بالرموز والشعارات، وتجعل من الوعي الجماعي ساحة القتال الأساسية.
3-الحرب الادراكية المعرفية
3.أ-المقدمة
تعتبر الحرب المعرفية الإدراكية أحد أخطر أشكال الصراعات غير التقليدية في القرن الحادي والعشرين، إذ تستهدف العقل البشري مباشرةً باعتباره ساحة المعركة المركزية. فهي لا تقتصر على نقل المعلومات أو نشر الدعاية، بل تسعى إلى التأثير في إدراك الأفراد والجماعات، وتغيير أنماط التفكير، وإعادة تشكيل القناعات والقيم بما يخدم مصالح الأطراف الفاعلة.
ترتبط هذه الحرب بشكل وثيق بالحرب الثقافية، إذ أن الثقافة تمثل البنية التحتية للوعي الجمعي والهوية المجتمعية. ومن خلال التلاعب بالرموز، والمعاني، وأنماط الاستهلاك الثقافي، تسعى القوى المهيمنة إلى إعادة توجيه المجتمعات نحو نماذج قيمية ومعيارية جديدة تضعف قدرتها على المقاومة وتعزز قابلية الخضوع.
كما تتقاطع الحرب المعرفية مع الحرب النفسية، التي تستهدف البنية العاطفية والسلوكية للإنسان. فبينما تركز الحرب النفسية على إثارة الخوف، الشك، الإحباط أو الإحساس بالعجز، تعمل الحرب المعرفية الإدراكية على ترسيخ هذه المشاعر في منظومة الإدراك، بحيث تتحول إلى قناعات راسخة تحدد ردود الفعل الفردية والجماعية.
بهذا المعنى، فإن الحرب المعرفية الإدراكية ليست مجرد امتداد للعمليات الإعلامية أو التلاعب الدعائي، بل هي مشروع شامل لإعادة هندسة الوعي الإنساني عبر أدوات معرفية وثقافية ونفسية متداخلة. وهي تمثل أخطر أشكال السيطرة الناعمة في عالم اليوم، لأنها تستهدف "العقل قبل السلاح" و"الإدراك قبل القرار".
3.ب-العلاقة بين الحرب النفسية والحرب الإدراكية/المعرفية و الحرب الثقافية
تشكل الحروب الحديثة منظومة متكاملة من الأدوات غير التقليدية التي تتجاوز ساحة المعركة العسكرية إلى المجال الذهني والاجتماعي والثقافي. وفي هذا السياق تبرز العلاقة الوثيقة بين الحرب النفسية و الحرب الإدراكية/المعرفية و الحرب الثقافية، باعتبارها أبعاداً مختلفة لغاية واحدة: السيطرة على وعي الإنسان وتوجيه سلوكه.
الحرب النفسية تركز على التأثير في المشاعر والانفعالات: الخوف، الشك، الإحباط أو الأمل الزائف. هي حرب تستهدف معنويات الخصم وتعمل على زرع الشك بين صفوفه أو خلق حالة من الاستسلام النفسي قبل الصدام الميداني.
الحرب الإدراكية/المعرفية تتجاوز البعد الانفعالي لتطال البنية الذهنية والفكرية للفرد والجماعة. إنها حرب على مستوى إدراك الواقع وتفسير المعلومات. عبر الأخبار المضللة، التلاعب بالصور، والإغراق في المعلومات، يصبح من الصعب على المستهدفين التمييز بين الحقيقة والزيف، مما يفتح المجال لإعادة صياغة قناعاتهم واتجاهاتهم الفكرية.
الحرب الثقافية تمثل الامتداد الأعمق والأطول مدى، فهي تستهدف الهوية والقيم والنظام الرمزي للمجتمع. من خلال فرض نماذج ثقافية وأنماط سلوكية وقيم جديدة، يتم إضعاف التماسك الداخلي وزرع التناقض بين الأجيال أو الفئات الاجتماعية، مما يمهد الأرضية لنجاح الحرب النفسية والمعرفية.
إذن، العلاقة بين هذه الحروب الثلاث تقوم على التكامل الوظيفي:
تبدأ بتأثير نفسي لحظة الصدمة أو المواجهة.
تتعمق بإعادة تشكيل الإدراك والمعرفة لخلق صورة ذهنية جديدة للواقع.
وتترسخ على المدى الطويل عبر غزو ثقافي يُضعف المرجعية الأصلية ويستبدلها بأخرى تخدم مصالح الفاعل الخارجي.
بهذا المعنى، لا يمكن فهم الحرب النفسية بمعزل عن نظيرتها الإدراكية والثقافية، فهي سلسلة متصلة تهدف في النهاية إلى التحكم في الإنسان: شعوره، تفكيره، وهويته.
بهذا المعنى، لا يمكن فهم الحرب النفسية بمعزل عن نظيرتها الإدراكية والثقافية، فهي سلسلة متصلة تهدف في النهاية إلى التحكم في الإنسان: شعوره، تفكيره، وهويته.
3.ج-الاهداف
التحكم في السرد: فرض تفسير للأحداث يخدم مصالح المهاجم.
تشويه الإدراك: زرع الشك وإرباك التمييز بين الحقيقة والكذب.
خلق الانقسامات: استغلال الانشقاقات الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية أو السياسية.
إضعاف المعنويات والتشويش: تقليل التماسك والمناعة المجتمعية.
التأثير على القرارات: دفع الخصم لاتخاذ قرارات ضد مصلحته
3.د-المكونات المجتمعية المستهدفة
ان الحرب الادراكية و المعرفية تتقاطع مع الحرب النفسية و يتم التخطيط لها بمختبرات علم النفس الاجتماعي و الدراسات الثقافية و العلوم العصبية ليكون تاثيرها قويا على الفئلت المستهدفة حسب بعد تحديدهم و هندسة الخطاب و الدعاية الموجهة لهم بحيث يكون تاثيرها قويا و فعالا و من ضمن الفئات المستهدف نجد :
السكان المدنيون: عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
المجتمع المدني بكل مكوناته: تتحول الحرب الإدراكية/المعرفية من مجرد تلاعب بالمعلومة إلى آلية منهجية لضرب تماسك المجتمع المدني باعتباره العمود الفقري لأي دولة و تفكيك الثقة بين مكونات المجتمع المدني والدولة.
صانعو القرار السياسي: التلاعب بالمعلومات الإستراتيجية و قدرتهم على فهمها و ادراك اهميتها و تاويل غاياتها .
القوات المسلحة و الامنية: عمليات نفسية لإضعاف عزيمتها معنوياتها القتالية و اشاعة الفساد بين افرادها و تسهيل اختراقها من طرف الجريمة المنظمة و القوى الخارجية.
الأنظمة الاقتصادية: الشائعات وحملات زعزعة الاستقرار لاضعاف قدرتها على المنافسةو الابداع و تسهيل اختراقها.
3.ه-أهم الأساليب و الادوات
بصفة عامة يمكن القول ان اهم الاساليب هي:
التضليل والدعاية (الأخبار الكاذبة، الفيديوهات المزيفة، السرد المنحاز).
حرب المعلومات (إغراق الساحة بمعلومات متناقضة).
علم النفس الاجتماعي (استغلال الانحيازات الإدراكية وتأثير الجماعة).
التلاعب العاطفي (الخوف، الغضب، الاستفزاز).
استغلال الخوارزميات (الاستهداف الدقيق في الإعلانات والسياسة).
عمليات الراية الكاذبة (إلصاق الرسائل أو الأفعال بجهة أخرى).
حرب الميمات (صور ومقاطع تنتشر بسرعة لتغيير الرأي العام).
و من اهم الادوات:
الإعلام التقليدي والرقمي.
وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إكس/تويتر، تيك توك...).
المؤثرون والمدونون وقادة الرأي.
الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (للتحليل والاستهداف).
الهجمات المعلوماتية (الاختراق وتسريب البيانات).
الحرب الادراكية المعرفية تمارس بصفة دائمة و مخففة خلال السلم ولكن خلال الثورات الملونة و الحروب الهجينة تكون مكونات المجتمع المدني مستهدفة بدقة و تفصيل:
.النخب الفكرية والإعلامية
- عبر اختراق وسائل الإعلام، نشر الأخبار الكاذبة، أو دفع المثقفين والإعلاميين لتبني سرديات تخدم أجندات خارجية.
- الهدف: إرباك المجال العام وتضليل الرأي العام عبر نخب يفترض أنها مرجعية.
المنظمات غير الحكومية والجمعيات
- استغلال التمويل الخارجي لفرض أولويات مغايرة لأجندة المجتمع (مثلاً التركيز على قضايا ثانوية وإهمال القضايا الجوهرية).
- الهدف: تحويل المجتمع المدني إلى أداة ضغط داخلية تتبنى خطاباً يخدم الأطراف المهاجمة.
المنظومة التعليمية والأكاديمية:
- التأثير في المناهج والبحث العلمي عبر برامج تبادل، منح، أو شراكات موجهة.
- الهدف: تشكيل أجيال جديدة بإدراك معرفي مغاير لقيمها الأصلية، مما يضعف الهوية الوطنية على المدى البعيد.
الفضاء الرقمي والشبكات الاجتماعية:
- نشر المعلومات المضللة والمبالغ فيها حول قضايا حساسة (الفساد، الانقسامات العرقية أو الدينية، حقوق الإنسان...).
- الهدف: خلق تصورات مشوهة للواقع تزيد من فقدان الثقة بين المواطن والدولة، أو بين مكونات المجتمع المدني نفسها.
القيادات المجتمعية والدينية الموالية:
- محاولة تشويه رموز دينية أو اجتماعية أو تجنيد بعضها لخدمة سرديات معينة.
- الهدف: زعزعة المرجعيات الأخلاقية والقيمية التي تحفظ تماسك المجتمع.
3.و-أمثلة تاريخية/حديثة
في ما يلي خمسة أمثلة واقعية على الحرب الإدراكية/المعرفية، حيث يتم استهداف إدراك العدو وفهمه للواقع عبر التلاعب بالمعلومة والمعنى:
عملية "عاصفة الصحراء" (1991):
الولايات المتحدة استخدمت إعلاماً مكثفاً وصوراً محددة (قصف ذكي، دقة الصواريخ) لإقناع العالم بأن حرب الخليج الأولى كانت "نظيفة" و"جراحية". هذا أعاد تشكيل إدراك الرأي العام العالمي، رغم وقوع خسائر مدنية كبيرة لم تُعرض.
الحرب في أوكرانيا (2014–اليوم)، روسيا وأوكرانيا تخوضان معركة إدراكية عبر المعلومات:
- روسيا وصفت أحداث كييف (2014) بأنها "انقلاب فاشي".
- أوكرانيا والغرب قدماها كثورة ديمقراطية.
- الهدف هنا هو إعادة صياغة إدراك الجمهور المحلي والدولي لطبيعة الصراع.
غوانتنامو و"الحرب على الإرهاب" (2001–...):
واشنطن أعادت تعريف مفاهيم مثل "الحرية" و"الأمن" و"الإرهاب"، لتبرير الاعتقالات والتدخلات العسكرية. الحرب الإدراكية هنا قامت على إقناع الشعوب بأن التضحية ببعض الحقوق المدنية ضرورة لحماية الأمن.
الربيع العربي (2011)، وسائل الإعلام التقليدية والرقمية لعبت دوراً محورياً في إعادة تشكيل إدراك الجماهير:
- وُظّفت شبكات التواصل لإبراز صور المظاهرات الضخمة وقمع الأنظمة.
- رُسمت صورة للأنظمة باعتبارها معادية للحرية.
- هذا خلق موجة إدراكية واسعة دفعت الشعوب للنزول إلى الشارع.
- التضليل الإعلامي خلال جائحة كورونا (2020–2022)، انتشار روايات متناقضة:
- بعض القوى روّجت لفكرة أن الفيروس "مُصنّع" أو "سلاح بيولوجي".
- أخرى ركزت على أن اللقاحات "غير آمنة".
- الهدف كان زعزعة ثقة المجتمعات بمؤسساتها الصحية وإرباك الإدراك الجماعي.
3.ز-سبل المواجهة
لن تكون السبل التقنية فعالة لمواجهة الحرب الادراكية المعرفية و لكن يجب اساسا تغيير البراديغم او المقاربة السياسية بحيث ننتقل من مفهوم الدولة للقرن الثامن عشر حيث تعتمد السيادة اساسا على حماية الحدود الى مفهوم جديد للدولة حيث السيادة اساسا رقمية وحيث يعتبر كل مواطن فاعل سياسي بحيث يتجاوز المفهوم التقليدي للانتماء السياسي و الاجتماعي.
من بعض سبل المواجهة التقليدية:
تقوية شرعية و مشروعية النخب الحاكمة و مصداقية و شعبية العمليات الانتخابية
التربية الإعلامية وتنمية التفكير النقدي.
كشف وإحباط حملات التأثير.
تعزيز الأمن السيبراني والرصد الإستراتيجي.
الشفافية الحكومية للحد من الشائعات.
التعاون مع المنصات الرقمية للحد من انتشار المحتوى المضلل.
3.ح-الخاتمة
الحرب المعرفية.الادراكية لا تعترف بالحدود و يمكن شنها في أوقات السلم كما في أوقات الحرب، غالبًا دون أن يدرك المستهدف الأمر، وقد تستمر لفترات طويلة.و هي تقوم على إعادة تأطير الواقع بحيث يرى المستهدفون العالم من زاوية تخدم مصالح من يمارس الحرب و هي أخطر من الحرب النفسية لأنها لا تؤثر فقط في المشاعر، بل في طريقة التفكير والفهم و هدفها تحويل العقل البشري إلى ساحة معركة، حيث لم تعد القوة العسكرية وحدها هي الحاسمة، بل القدرة على التلاعب بما يعتقده الناس حقيقة. كما لا يمكن فهم الحرب الإدراكية بمعزل عن نظيرتها النفسية والثقافية، فهي سلسلة متصلة تهدف في النهاية إلى التحكم في الإنسان: شعوره، تفكيره، وهويته.
4-الحرب الهجينة الشاملة
4.أ-المقدمة
الحرب الهجينة الشاملة تمثل أحد أبرز تطورات فنون الصراع المعاصر، حيث تذوب فيها الحدود بين السلم والحرب، وبين الوسائل العسكرية وغير العسكرية. فهي ليست حرباً تقليدية تعتمد فقط على القوة المسلحة، ولا حرباً غير متماثلة تقتصر على تكتيكات الإرهاب أو العصابات، بل هي مزيج متكامل يوظف مختلف الأدوات السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتكنولوجية إلى جانب الأدوات العسكرية لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
في هذا السياق، تتحول ساحة المواجهة إلى فضاء متعدد الأبعاد:
البعد العسكري عبر التهديد المباشر أو العمليات المحدودة.
البعد الاقتصادي والمالي من خلال العقوبات، الحصار، التلاعب بالعملة، بالأسواق وسلاسل الإمداد.
البعد المعلوماتي والمعرفي عبر التضليل الإعلامي، الحرب السيبرانية، والهجمات الإدراكية.
البعد الثقافي والنفسي باستهداف الهوية والقيم والمعنويات.
البعد السياسي والدبلوماسي عبر استغلال المنظمات الدولية والضغط على الشرعية.
ما يميز الحرب الهجينة الشاملة هو تزامن هذه الأدوات وتشابكها، بحيث يتم خلق حالة من الإرباك المستمر للخصم، وتآكل قوته الداخلية دون الدخول في مواجهة شاملة ومباشرة. إنها حرب تستنزف الدول من الداخل وتفكك تماسكها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، قبل أن تلجأ إلى الضربة العسكرية إن لزم الأمر.
وبذلك، فإن الحرب الهجينة الشاملة ليست مجرد تكتيك مرحلي، بل هي استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى إخضاع الخصوم بأقل تكلفة ممكنة، عبر تحويل كل المجالات الحيوية إلى جبهة صراع مفتوحة، حيث يصبح المجتمع بأسره جزءاً من ساحة المعركة.
4.ب-الطرق الرئيسية
في ما يلي اغلب مجالت و طرق الحرب الهجينة دون ان ننسى ان اول و اهم مجال هي المنظومة الامنية والاستخبارتية للدولة المستهدفة التي يتم اضعافها و هندستها بما يخدم مصالح المهاجم ثم بعد اضعافها يتم استغلال الجريمة المنظمة المحلية المنفلتة و ربطها بالجريمة الدولية لاختراق كل المجالات الاخرى و يكفي للتذكير ان المافيا الامريكة تم استعمالها من طرف وكالة الاستخبارات المركزية ضد النازية و ضد كوبا و ضد الشيلي و ضد الاتحاد السوفيتي كما ان اكبر مافيا في العالم للتجارة في الاعضاء البشرية تتحكم بها مخابرات دولة شهيرة بجرائمها ضد الانسانية,
4.ج- الأسلحة والأدوات
في ما يلي بعض ادواة الحرب الهجينة للاستاناس فقط :
الأسلحة الحركية وغير الحركية
الطائرات المسيّرة المسلحة أو الاستطلاعية
الصواريخ الدقيقة / المدفعية بعيدة المدى
أسلحة النبض الكهرومغناطيسي (EMP)
الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية (نادرة وسرية)
المخدرات و المؤثرلت العقلية
أسلحة المعلومات
السرديات السامة: صناعة روايات للأزمة أو فقدان الشرعية
الفيديوهات المزورة وتقنية الـ Deepfake
وسائل إعلامية وشخصيات خبراء مزيفة
التضخيم عبر المؤثرين أو قادة الرأي
الأدوات الاقتصادية
صناديق استثمار واجهة للسيطرة على الأصول الاستراتيجية
الضغط المالي والنقدي
اتفاقيات تجارية غير متكافئة
حرب الأسعار (مثل إغراق سوق الطاقة)
الأدوات السيبرانية
البرمجيات الخبيثة المدمرة
استغلال الثغرات الأمنية غير المعروفة (Zero-day)
برمجيات الفدية المدعومة من دول
التجسس الصناعي
اختراق الابناك و الادارات لسرقة المعطيات الحساسة
تحطيم البنية التحتية الحيوية عن بعد
الأدوات المجتمعية
منظمات غير حكومية أو جمعيات واجهة
مجموعات شبه عسكرية مخترقة
استغلال الشبكات الدينية
تعبئة المغتربين أو الجاليات و الاجانب و المهاجرين الواردين و اللاجئين
الادوات المعرفية و الادراكية
اساليب الحرب الثقافية و تجنيد المثقفين و اعادة كتابة التاريخ
اختراق و تجنيد مختبرات الابحاث الاجتماعية و التاريخية لتاطير الحرب النفسية
الاستفادة من تقدم العلوم العصبية للتاثير المباشر الفردي و الجماعي
الأساليب المدمجة
هجمات متعددة المحاور: سيبرانية + تضليل + تخريب ميداني
الحرب النفسية: إنهاك الشعب والقادة معنوياً
حرب القوانين (Lawfare): استغلال القوانين لإعاقة أو نزع الشرعية
حروب الوكالة (Proxy warfare): استخدام جماعات مسلحة محلية كأدوات
4.د-الأهداف المرجوة
اهم اهداف هو اسقاط الدولة حكومة و شعبا، تفتيتها تفكيكها مجتمعيا، تحطيم جبهتها الداخلية و اضعاف قياداتها لدفعهم للاعتماد على المهاجم و تسليمه كل مفاتيح و مقدرات البلد المستهدف :
إضعاف قدرة الدولة المستهدفة على اتخاذ القرار الاستراتيجي
إفقاد المعنويات والإرادة السياسية للشعب
خلق فوضى مُسيطر عليها تمهيداً للتدخل
فرض تغيير سياسي أو اقتصادي أو عسكري يخدم مصالح المهاجم
4.ه-جدول ملخص: الحرب الهجينة الشاملة
4.و-أمثلة تاريخية
في ما يلي بعض الامثلة التاريخية لساحات حلرب استعملت فيه تقنيات الحلاب الهجينة قبل تطورها المهول كما شهدنها في الحرب التي شنتها اسرائيل على ايران و حزب الله:
الحرب في أوكرانيا (منذ 2014)
ضم القرم عبر "رجال خضر" بلا شارات.
دعم الانفصاليين في دونباس (مليشيات محلية + مرتزقة).
حرب اقتصادية باستعمال الغاز و البترول
حرب معلوماتية وإعلامية مكثفة.
هجمات إلكترونية على البنوك والبنية التحتية.
النتيجة: زعزعة استقرار أوكرانيا وتآكل سيادتها قبل التدخل العسكري الواسع عام 2022.
حرب لبنان (2006) – حزب الله وإسرائيل:
مواجهة عسكرية كلاسيكية (صواريخ، كمائن).
حرب إعلامية لكسب الرأي العام العربي والإسلامي.
حرب نفسية عبر إظهار قدرة المقاومة على الصمود أمام الجيش الإسرائيلي.
النتيجة: فرض معادلة ردع جديدة رغم التفوق العسكري الإسرائيلي سنة 2006
في 2024 تسستعمل اسراىيل حرب هجينة متطورة تضعف حزب الله و تصفي اغلب قادته
الحرب في سوريا (2011–...)
حرب أهلية داخلية + تدخل دولي متعدد (روسيا، إيران، تركيا، الولايات المتحدة).
استخدام ميليشيات طائفية، جهاديين، ومرتزقة.
حرب معلومات (بروباغندا على شبكات التواصل).
حصار اقتصادي وعقوبات دولية.
النتيجة: تحول سوريا إلى ساحة نموذجية لحروب هجينة متشابكة.
حرب الخليج الثانية ضد العراق (2003):
غزو عسكري تقليدي بقيادة أمريكا.
بروباغندا ضخمة حول "أسلحة الدمار الشامل" (رغم عدم وجودها).
حصار اقتصادي خانق قبل الغزو.
استغلال الانقسامات الطائفية بعد سقوط النظام.
النتيجة: انهيار الدولة العراقية وتفككها إلى كيانات طائفية وميليشيات، مع استمرار الحرب غير المتماثلة.
4.ز-الخاتمة
ان الحرب الهجينة الشاملة ليست مجرد تكتيك مرحلي، ولم تعد مجرد خيار استراتيجي تلجأ إليه بعض القوى عند الضرورة، بل هي استراتيجية طويلة المدى و غدت نموذجاً معاصراً للحروب الحديثة، حيث تتداخل فيه الأدوات العسكرية وغير العسكرية ضمن رؤية موحدة تهدف إلى شلّ إرادة الخصم بأقل تكلفة ممكنة،عبر تحويل كل المجالات الحيوية إلى جبهة صراع مفتوحة، حيث يصبح المجتمع بأسره جزءاً من ساحة المعركة.و بذلك يتم إضعاف بنيته من الداخل قبل إسقاطه من الخارج. فهي حرب تجمع بين القوة الصلبة (العمليات العسكرية، الميليشيات، الإرهاب، الهجمات السيبرانية) و القوة الناعمة (الإعلام، الدبلوماسية، الاقتصاد، الثقافة، القانون)، لتشكل منظومة معقدة تعمل في ميادين متعددة بشكل متزامن.
إن خطورة الحرب الهجينة تكمن في قدرتها على تفكيك المجتمع المستهدف تدريجياً عبر ضرب الثقة في مؤسساته، زعزعة هويته، وإرباك إدراكه للواقع، في الوقت الذي تُبقي فيه الدولة المهاجمة بمنأى عن مواجهة مباشرة أو مسؤولية قانونية واضحة. كما أن تطور تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي والفضاء السيبراني جعل هذه الحروب أكثر فاعلية وسرعة وانتشاراً، بما يسمح بتحقيق أهداف استراتيجية بتكلفة أقل من الحروب التقليدية.
وعليه، فإن مواجهة هذا النوع من الصراعات تتطلب مقاربة شمولية لا تقتصر على تعزيز القدرات العسكرية، بل تشمل بناء مناعة نفسية ومعرفية وثقافية داخل المجتمع، وتطوير آليات الصمود و حماية البنية التحتية السيبرانية، وتحصين الإعلام من الاختراق، مع ترسيخ الثقة بين الدولة ومواطنيها. الحرب الهجينة الشاملة هي في جوهرها حرب على الوعي والهوية والسيادة، ولا يمكن الانتصار فيها إلا بامتلاك أدوات دفاع متكاملة توازي تنوع وتعقيد أدوات المهاجم و اهمهاالتنمية المعرفية والسياسية لكل المواطنين.
سيناريو الحرب الهجينة على شمال افريقيا
1-المقدمة
الحرب الهجينة على كل شمال افريقيا قديمة و متواصلة منذ الاستقلال وتسليم مفاتح الادارة للمحليين بينما الدولة الوطنية الديمقراطية، التي اخدت قرونا ليستكمل بناءها باوروبا، بقيت متعثرة، ضعيفة وغير مكتملة سياسيا و اقتصاديا و مجتمعيا و منفصلة عن محيطها الجيو-اقتصادي بينما العالم يدخل في تكتلان كبرى لحماية مصالحه امام العولمة الزاحفة, ولكن مع ثورة المعلومات و انتقال العالم الغربي الى مجتمع المعرفة و البراديغم الجديد و المقاربات لما بعد الحداثة و ما بعد الدولة الوطنية بمفهوم القرن الثامن عشر بدأت الدول التقليدية تعرف زلازل كبرى وكل معمارها السياسي و المجتمعي يتشقق و هي تحاول اصلاح جدران السيادة التقليدية التي لم ينفع اماها اي ترميم و في المقابل بدأ ضعفها يثير شهية و اطماع اللوبيات المالية و الاقتصادية و السياسية و القوى العظمى و يعتبرونها دولا فاشلة يحكمها مستبدين صغار يصدرون الارها و الجريمة المنظمة و يهددون السلم العالمي و الديمقراطيات العريقة و لذلك يجب الحجر عليها و اسقاط انظمتها و اعادة هندستها و ترشيد استغلال مواردها. و هذا هو خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب اليوم و المحافظين الجدد منذ انهيار المعسكر الشرقي. و للملاحظة فقط فان دونالد ترامب لا يقيم اي اعتبارحتى لحلفائه الاوروبين و لمصالحهم فما بالكم بدول ثانوية و صغيرة...
بما ان مخطط الحرب الهجينة على كل شمال افريقيا بدأ منذ التسعينات من القرن الماضي و الاجندة الخاصة به وصلت الى مرحلة متقدمة فاننا لن نطرح الا تخيلنا لاخر مراحل تنفيذه مع التأكيد على المنفدين المباشرين حسبا تصورنا و هو المركب الصهيو-تركي المدعوم من حلف الناتو و مساعدة دول الخليج الرهينة للسيطرة الامريكية, كما انه في اعتقادنا انهء المخطط بضربات منسقة على كل الدول المهمة بشمال افريقيا لا سقاط الكل في مرحلة واحدة بحيث لا يستطيع احدا ادراك ما وقع الا بعد فواة الاون كما وقع لايران و ادرعها المحلية,
2-أهم مراحل الحرب الهجينة
1-مرحلة التمهيد الناعم (التغلغل والإعداد)
تبدأ بزرع شبكات نفوذ سياسية أو إعلامية أو اقتصادية داخل الدولة المستهدفة.
يتم استغلال منظمات المجتمع المدني، وسائل الإعلام، والمساعدات الاقتصادية لنشر سرديات جديدة وتشويه صورة الدولة ومؤسساتها.
الهدف: إضعاف الثقة الداخلية وتهيئة بيئة قابلة للاختراق.
2-مرحلة الحرب الإعلامية والمعلوماتية
إطلاق حملات تضليل، بروباغندا رقمية، شائعات مدروسة، وهجمات نفسية تستهدف الإدراك العام.
نشر روايات بديلة للأحداث بهدف خلق الانقسام والارتباك.
الهدف: إعادة تشكيل وعي الجماهير وإضعاف المعنويات.
3-مرحلة الحرب الاقتصادية والسيبرانية
فرض عقوبات اقتصادية، تعطيل سلاسل التوريد، إحداث أزمات مالية أو غذائية.
شن هجمات إلكترونية على البنوك، المؤسسات الحكومية، ووسائل الإعلام.
الهدف: إنهاك الدولة وخلق شعور بالعجز وعدم الأمان.
4-مرحلة التصعيد غير المتماثل (الميليشيات والوكلاء)
دعم جماعات مسلحة محلية أو ميليشيات عابرة للحدود.
تنفيذ عمليات إرهابية أو تخريبية، وافتعال احتجاجات وأعمال عنف.
الهدف: إنهاك الجيش والأمن وفتح جبهات داخلية متعددة.
5-مرحلة التدخل المباشر/المحدود
استخدام قوات خاصة أو "رجال بلا شارات" كما حدث في أوكرانيا (القرم 2014).
شن عمليات عسكرية محدودة مع استمرار تغطيتها بروح "النزاع الداخلي".
الهدف: فرض واقع جديد على الأرض مع إنكار المسؤولية المباشرة.
6-مرحلة فرض الواقع والهيمنة
بعد إنهاك الدولة المستهدفة، يتم فرض تسوية سياسية أو ترتيبات أمنية تخدم مصالح القوة المهاجمة.
أحياناً يتحول التدخل إلى احتلال فعلي أو نفوذ طويل الأمد.
الهدف: السيطرة المستدامة دون خوض حرب تقليدية شاملة.
3-سيناريو الحرب الهجينة على شمال إفريقيا: "مشروع التفتيت العظيم"
3.أ-التقديم
انه سيناريو خيالي\ مركب لحرب هجينة على كل شمال افريقيا تستهدف أساسا مصر و الجزائر و المغرب تستغل الوضع بليبيا و السودان و الصراع المغربي الجزائري و الحركات المسلحة بالساحل و يكون المخطط الأساسي خلية استخباراتية مكونة من المخابرات التركية والمخابرات الإسرائيلية. تركيا تحلم بإعادة هيمنتها على الدول التي كانت جزء من امبراطوريتها المفككة و اسرائيل تريد اضعاف مصر و جيشها و بسط سيطرتها الاقتصادية على المغرب و الجزائر بعد أضعاف كليهما. في النهاية يتم تقسيم مصر و الجزائر و المغرب الى دويلات صغيرة متناحرة و توقع اتفاقيات دفاع مشترك مع تركيا وإسرائيل,
3.ب-الأهداف الاستراتيجية للتحالف السري (تركيا + إسرائيل):
تفكيك الدول الكبرى (مصر، الجزائر، المغرب) إلى كيانات صغيرة متناحرة.
إضعاف الجيش المصري لضمان هيمنة إسرائيل على شرق المتوسط.
استعمال تونس كجسر للحرب الادراكية المعرفية لاختراق المغرب و الجزائر
استعمال ليبيا كمعسكر للمرتزقة و ميليشيات الارهابيين التي تنتظر لحظة الانقضاض على مصر و الجزائر
السيطرة على الموارد (غاز الجزائر، فوسفات المغرب ثرواته البحرية و المائية و أراضيه الفلاحية، و موقعه الاسترلتيجي، قناة السويس و الثروات المصرية الرمزية اللامادية،...).
إحياء النفوذ العثماني عبر "دول عميلة" تابعة لتركيا في ليبيا وتونس.
فرض اتفاقيات دفاع مشترك تجعل تركيا وإسرائيل قوات "حامية" في المنطقة.
4-مراحل التنفيد
4.أ-المرحلة 1: إشعال الفوضى عبر الوكلاء (2025-2027)
في ليبيا:
تركيا تدعم "حكومة الوفاق" بعسكريين وميليشيات إسلامية.
إسرائيل تموِّل جماعات في الشرق الليبي (بمساعدة الإمارات) لضمان استمرار الحرب.
النتيجة: ليبيا تصبح "ساحة حرب مفتوحة" تُصدِّر الإرهاب واللاجئين.
في السودان:
دعم تركيا لـ"حميدتي" ضد الجيش السوداني (بغطاء إسرائيلي).
إسرائيل تُسلح قبائل البجا في الشرق لانفصال محتمل (إضعاف مصر جنوبًا).
استغلال الصراع المغربي-الجزائري:
تركيا تُدخل أسلحة إلى البوليساريو عبر الجزائر.
إسرائيل تُسرب معلومات استخباراتية مزيفة لكلا الجانبين لتصعيد الحرب الباردة.
الدور القطري
تمويل كل العمليات
تفعيل الحرب الإعلامية والنفسية على قناة الجزيرة
توفير استوديوهات فبركة افلام عالية الجودة و واقعية لتدمير الروح المعنوية للجيوش الوطنية وخلق البلبلة وسط الجماهير الشعبية
تسهيل نقل المرتزقة و توفير هويات مزورة
التدخل السياسي لدى مصر و الجزائر و المغرب لتفعيل خطط تنويم و استغفال المقررينو
الدور الإماراتي
التنسيق مع إسرائيل و مع الشيكات الاستخباراتية والإعلامية والسياسية التي تم نسجها بالدول المستهدفة
توريد المرتزقة من كافة أنحاء العالم تحت غطاء شركات الأمن الخاص مثل الأكاديمية
تمويل تسليح المرتزقة
التنسيق مع المافيا و الجريمة المنظمة المتواجدة بالدول المستهدفة
التنسيق مع رجال الأعمال الذين هربوا أموالهم و وطنوا تجارتهم بالإمارات
الدور التركي
قيادة الاخوان المسلمين المصريين بتركيا يشكلون نواة حكومة منفى و ويتم تنظيم الجناح العسكري بكل المرتزقة و الجهاديين الذين شاركوا في الهجوم على سوريا او استقروا بليبيا
تركيا تستقبل قادة العدل و الاحسان قادة النهضة و السلفيين الجزائريين لتكوين قيادة سياسية للمعارضة الإسلامية لشمال افريقيا بينما يتم تنظيم المعارضة المسلحة بكل المرتزقة و الجهاديين الذين شاركوا في الهجوم على سوريا او استقروا بليبيا
تمكين كل المعارضين من شمال إفريقيا من الدعوة لإقامة حكومات إسلامية و توفير أدوات الدعاية والحرب النفسية و السيبرانية لنشر أخبار كاذبة مدعومة بأشرطة فيديو مفبركة باستديوهات أنقرة و قطر و اسرائيل
الدور الاسرائلي
التنسق الاستخباراتي مع كل القوى الغربية الداعمة
التنسيق مع الحركات العرقية الانفصالية المتصهينة و المستلبة
التنسيق مع المافيا الدولية و تجار المخدرات المحليين
تنسيقي الحرب الاعلامية و الدعم الغربي
التنسيق مع شبكات السيان الصهيونية عبر العالم
دعم الحرب السبرانية و عمليات التخريب عن بعد
زرع بنية لوجستيكية مسلحة بكل الدول المستهدفة عبر شبكات محلية مدربة مستقرة بكل جهات البلد عبر توطين اجانب متزوجين بمحليين او مهاجرين من جنوب الصحراء للقيام بعمليات تخريب و اغتيالات
تدريب المنفدين على الحرب السيبرانية و الاغتيالات و العمليات التخريبية تحت راية مزيفة
4.ب-المرحلة 2: الحرب الهجينة المباشرة (2028-2029)
الهجمات السيبرانية:
تعطيل أنظمة البنوك المغربية (شلّ الاقتصاد).
قرصنة البنوك و سرقة حسابات المواطنين
اختراق شبكات التزويد بالماء و الكهرباء و انظمة فوترتها لإشعال الغضب الشعبي
قرصنة الإدارات المهمة و نشر معلومات حساسة
اختراق منشآت الغاز الجزائرية (تخفيض الإنتاج لصالح تركيا).
تعطيل قناة السويس عبر فيروسات إلكترونية (ضرب الاقتصاد المصري).
الحرب النفسية:
نشر فيديوهات مزيفة عن انقلابات عسكرية في الجزائر والمغرب.
نشر فيديوات مفبركة تأجج الصراع الاجتماعي مثل ما وقع بتونس
توريط مسؤولين كبار سياسيين وأمنيين في فضائح أخلاقية، مالية و قانونية
انشقاق مسؤولين كبار
إثارة النزعات العرقية (تمرد الأمازيغ في الجزائر، انفصال الريف في المغرب).
العمليات التخريبية الفعلية المادية:
تخريب مراكز المعلومات الرقمية و الأرشيفات الورقية الإدارية مثل الحالة المدنية أو أرشيفات المحاكم و الجامعات مثل ما وقع بسوريا لتسهيل اختراق العملاء بهويات مزورة
اشعال وتفجير منشآت جلب تخزين و توزيع الوقود مثل الموانئ و المخازن التابعة لها
تخريب شبكات التزويد بالماء و الكهرباء و انظمة فاتورتها لإشعال الغضب الشعبي
تخريب شبكات التواصل مثل ما حدث بمصر
تخريب شبكات النقل مثل القطارات و الطائرات لافقاد الدولة مصداقيتها
قرصنة الإدارات المهمة و نشر معلومات حساسة
تعطيل كل الأنظمة الإدارية التي تقدم خدمات للمواطنين
تفجير الأزمات الداخلية:
دعم جماعات إرهابية في سيناء (ضد مصر).
تمويل احتجاجات "الحراك" في الجزائر عبر منظمات تركية.
إشعال أعمال شغب في الدار البيضاء بسبب "أزمة الخبز" (مدبرة).
4.ج-المرحلة 3: التفتيت النهائي (2030)
مصر: انفصال سيناء بدعم إسرائيلي، وتأسيس "دولة قناة السويس" تحت حماية دولية.
الجزائر: انقسام إلى 3 كيانات (عاصمة، أمازيغ، صحراء) بقيادة عملاء لتركيا.
المغرب: انفصال الريف والصحراء، مع سيطرة إسرائيل على مناجم الفوسفات.
ليبيا والسودان: تقسيم إلى دويلات قبلية/إقليمية.
4.دالنتائج النهائية
- تركيا تسيطر على ليبيا وتونس، وتُعيد "الحلم العثماني" عبر قواعد عسكرية.
إسرائيل تُنهي التهديد المصري، وتحتكر غاز الجزائر وفوسفات المغرب..
أوروبا تُعلن "منطقة شمال إفريقيا" كمنطقة نفوذ مشترك مع تركيا وإسرائيل.
الولايات المتحدة توافق على الوضع الجديد مقابل ضمان أمن إسرائيل.
الغاء العملات النقدية الوطنية و سيطرت الاوليغارشية المالية العالمية على كل الابناك و التامينات الوطنية و استحوادها على الدهب و معاشات و مدخرات المواطنين.
استحواد الشركات امثال بلاك روك و موسنتو على الاراضي الفلاحية و الموارد المائية بعد رفع الضرائب و ارتفاع الديون المستحقة للاوليغارشية المالية (رفع الضراب لدفع الدين العام يؤدي الى افلاس المزارعين).
5.نقاط الضعف في الخطة:
قدرات مصر الثقافية و تجربتها في الحرب الادراكية المعرفية
مقاومة الجيش المصري لأي انهيار مركزي.
احتمال تدخل روسي/صيني لحماية مصالحهما في الجزائر.
انتفاضة السياسيين الوطنيين، تطور و صمود الديمقراطية المغربية
ردود الفعل السريعة للمؤسسات المغربية و تأقلم الجيش المغربي لمواجهة التحديات الجدديدة
صمود المجتمع المدني المغربي بكل جمعياته و مركزياته النقابية
مقاومة شعبية في المغرب ضد التقسيم (خاصة في الريف).
6-الخلاصة:
ضعف التنسيق الأمني بين مصر والجزائر والمغرب.
استمرار الصراعات بالوكالة في ليبيا والسودان.
نجاح التحالف التركي-الإسرائيلي في التخفي وراء الفوضى.
بالواضح الفاضح: لعبة الامم أي اللعبة الكبرى ليست للضعفاء... شمال إفريقيا إما أن تتحد أو تُفكَّك!
ما العمل؟ : المؤسسات الوطنية لمواجهة الحرب الإدراكية المعرفية
1-المقدمة
بما ان أهم مميزات الحرب الهجينة الشاملة هي الحرب الإدراكية التي يصعب على العقلية العسكرية والأمنية استيعاب خصوصيتها فمن اللازم على كل دول شمال افريقيا تأسيس جهازاً استراتيجياً جديدا، يُنشأ في صميم المنظومة الوطنية للأمن الشامل، بهدف التصدي للتحديات المتصاعدة المرتبطة بالحرب الإدراكية المعرفية التي تستهدف العقول، والوعي الجمعي، والقيم الثقافية، والبنية السياسية والاجتماعية للدولة. مع جهاز تنسيق مركزي لكل شمال افريقيا ومن الافضل تكون مصر مقرا له نظرا لقدرتها و تجربتها الكبيرة في الإنتاج الثقافي و الفني و تجربتها السابقة في إدارة هذا النوع من الحروب
2-الخصائص والمميزات:
الطابع الاستراتيجي: تعمل في إطار الأمن القومي وتستند إلى رؤية شمولية تحمي الهوية الوطنية والسيادة الثقافية والفكرية.
المرونة المؤسسية: قادرة على التكيف مع التغيرات السريعة في بيئة التهديدات الرقمية والإعلامية والسياسية.
البعد التكاملي: تجمع بين خبراء من مجالات متعددة (علم الاجتماع، السياسة، الإعلام، الأمن السيبراني، علم النفس، الثقافة).
التوجه الاستباقي: لا تكتفي برد الفعل، بل تبادر إلى بناء مناعة فكرية ومعرفية لدى المجتمع.
الطابع التشاركي: تنسق مع مؤسسات الدولة الأخرى (وزارات الثقافة، الإعلام، التعليم، الخارجية، الدفاع) ومع المجتمع المدني والجامعات.
3-المهام الاساسية
في المجال الثقافي:
حماية اللغة والرموز والهوية الوطنية من محاولات التشويه أو الاستلاب.
مواجهة الحركات المنغلقة التي تحول منتسبيها الى قطيع مجيش يقدس قادته و شيوخه
تعزيز الإنتاج الثقافي المحلي ودعم الإبداع الفني والفكري المقاوم للدعاية الموجهة.
إطلاق برامج تثقيفية تعزز التفكير النقدي لدى المواطنين، خاصة الشباب.
في المجال السياسي:
رصد حملات التضليل والدعاية السياسية الخارجية التي تستهدف استقرار النظام السياسي.
تطوير خطاب سياسي تواصلي واضح وشفاف يحصّن الرأي العام ضد الإشاعات والتلاعب.
دعم مبادرات الحوار الوطني والتواصل بين الدولة والمجتمع لتقليل فجوات الثقة.
في المجال الاجتماعي:
مراقبة محاولات استغلال الانقسامات الطائفية أو الإثنية أو الجهوية في المجتمع.
تعزيز قيم التضامن والوحدة الوطنية عبر الإعلام، المناهج التعليمية، والأنشطة المجتمعية.
تقديم الدعم النفسي والإرشادي للشرائح المستهدفة بحملات التشويه أو الإحباط المعنوي.
المهام التقنية والمعرفية:
إنشاء مراكز رصد وتحليل متقدمة لمراقبة الحملات الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي.
تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار الزائفة والبروباغندا الرقمية.
نشر تقارير دورية للرأي العام تكشف أساليب الحرب الإدراكية المعرفية وطرق مواجهتها.
4-الخاتمة
تكمن قوة هذه المؤسسات في قدرتها على الدمج بين البعد الأمني الصلب (الرصد والتحليل والتصدي) والبعد الناعم (الثقافة، التربية، الحوار، الإقناع)، مما يجعلها ركيزة مركزية في بناء مناعة فكرية وثقافية للمجتمع، وبالتالي تقوية الجبهة الداخلية وحماية القرار السيادي للدولة. ستمثل هذه المؤسسات حصناً متقدماً لحماية الوعي الوطني وصيانة الهوية الثقافية من محاولات الاختراق المعرفي. فهي تعزز الثقة بين الدولة والمجتمع عبر مواجهة التضليل وصناعة مناعة فكرية جماعية. وبذلك تصبح ركيزة أساسية في ترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي وحماية السيادة الوطنية.
الخاتمة العامة
تتسم الحرب الهجينة بكونها عملية تراكمية متدرجة، تبدأ بالاختراق الناعم، ثم تتصاعد نحو أشكال أكثر حدة حتى تصل إلى الصدام المباشر. الحرب الهجينة ليست مجرد معركة عسكرية، بل سلسلة مراحل متداخلة تبدأ بالسيطرة على العقول والاقتصاد، وتتصاعد إلى التخريب والاضطرابات، وقد تنتهي بتدخل عسكري محدود يكرّس الهيمنة. قوتها تكمن في صعوبة تحديد بدايتها ونهايتها، وفي المزج بين العلني والخفي، وبين القوة الصلبة والناعمة.
اذا كان من الضروري تطوير تقانة البنية الامنية و العسكرية و تحصين البنية التحتية السيبرانية فهذه الاجراءات العملياتية لن تفيد كثيرا في مواجهة من يسيطر على التكنولوجيا والعلوم المعرفية و له السبق بسنوات في ممارسة هدا النوع من الحروب و تبقى المقارب السياسية و تغيير برادغم الدولة الوطنية الموروثة من القرن الثامن عشر اهم تحدي و ذالك بالانتقال الى برادغم العالم المفتوح دون تردد و رفع التحديات التالية:
تحدي الاصلاح السياسي الحقيقي بالتنمية السياسية لكل شمال افريقيا بتقوية تماسك المجتمعات و فتح نقاش وطني حر و شفاف ينتج توافق وطني و جبهة داخلية موحدة و متينة ببناء مؤسسات حقيقية تلعب دورها و قادرة على امتصاص كل الصدمات و تفرز نخب سياسية و ثقافية قادرة على انتاج خطاب نقدي في اطار مجتمع مفتوح على الصراعات العالمية بتطوير عقيدة وطنية سياسية، امنية، عسكرية و مجتمعية متجددة.
تحدي المحافطة على مصداقية و شفافية المؤسسات السياسية ابتداء من العمليات الانتخابية الى نزاهة و صفاء دمة كل المسؤولين بكل مستوياتهم و مسؤؤلياتهم السياسية، الادارية و الامنية بتطبيق المساطر الادارية و القضائية بحزم و شفافية و استعجال و تطويق كل الازمات في بدايتها و اذا لزم الامر التضحية بكل العناصر المتورطة في الاختلالات و الخروقات عوض التضحية بالمؤسسة المستهدفة و بمصداقيتها.
المساهمة على المستوى الاقليمي و العالمي بدبلوماسية يقظة، جدية و فعالة و في تحالفات عقلانية للدفاع عن المصالح الوطنية و الاقليمية و المشاركة بكل الوسائل في صياغة مشروع حكامة عالمية متعددة الاقطاب اخلاقية منصفة و ديمقراطية دامجة لكل المجتمع الانساني و في مواجهة اي مشروع احادي عنصري استبدادي.و يجب تحسيس كل دول شنال افريقيا بان المصالح الوطنية لكل دولة لن يتم الا بالمصالح المشتركة لكل شمال افريقيا فانهيار اي دولة سيادي حنما الى انهيار كل الدول الاخرى
تحدي تأسيس منظمة اقليمية لمواجهة الحرب الادراكية المعرفية و التنسيق بين كل المؤسسات الوطنية بهدف الحفاظ على كل الهويات و الخصوصيات الوطنية و المحلية من لغات و رموزلمواجهة الحركات المنغلقة المتطرفة او المستلبة وكل محاولات توظيفها ضد اوطانها. تقوك هذه المنظمة بنشرقيم التسامح و الفكر النقدي وتطوير المؤسسات الدينية و الثقافية و تشجيع الانتاج الثقافي الادبي و الفني الهادف,
تحدي تأسيس منظمات شفافة و ذات مصداقية للتضامن الاجتماعي الفعال الشامل مجاليا وفئويا الذي يحفظ لكل مكونات الامة كرامتها ذالك ان الفقر و الهشاشة و التهميش هم اول اسباب الاختراقات بكل انواعها