في الذكرى السبعين لانتفاضة 20 غشت
دق ناقوس الخطر لاعلان الاستنفار العام
لمواجهة الحرب الهجينة الشاملة المعلنة
على كل شمال افريقيا
رحم الله الوطنيين الذين نظموا عودة الفقيه البصري للمغرب اين نجد امثالهم اليوم
المقدمة
مع اقتراب الذكرى السبعين لانتفاضة 20 غشت وأنا استحضر يوم 20 غشت 1995 حيث ساهم الاموي بكل ما أوتي من إمكانيات في السهر على نجاح إحياء الذكرى الأربعينية لانتفاضة 20 غشت 1955، قررت إن أساهم في إحياء هذا الحدث العظيم في تاريخ شمال إفريقيا، في هذه اللحظة التاريخية اليوم و المخططات الامبريالية القديمة الجديدة تحاول تدمير كل إفريقيا وإعادتها إلى بيت طاعة الهيمنة و السيطرة و التبعية السياسية و الاقتصادية بتنفيذ مخطط تفتيت دولها إلى كانطونات عرقية و طائفية. خلال احتفالات فاتح ماي 1997 شرح الاموي نظرته البعيدة و حلل تغول المخطط الامبريالي و تكلم عن الحكومة العالمية و عن جيوب المقاومة
إن هذا المقال التحليلي ليس فقط للاحتفال أو لإحياء الذكرى ولكنه فرصة للتنبيه و التحذير بل لإعلان استنفار عام لمواجهة الحرب الهجينة الشاملة التي بدأت بوادرها تظهر بوضوح، هذه الحرب التي يخطط لها أعداء الإنسانية مستعبدو الشعوب و التي تستهدف ليس فقط شمال إفريقيا بل كل إفريقيا و كل العالم كما تنبأ بها الأموي غداة إحداث 11 شنبر 2001 حيث كتب بان الدور قادم بعد أفغانستان على العراق و سوريا و ليبيا و الجزائر و لن يكون المغرب بمنأى عنها.
لا يمكن إن انهي هذه المقدمة دون التأكيد على الدور الحيوي التي تلعبه مصر التاريخ، الحضارة و الثورة في استقرار شمال أفريقيا، هذا الذي كان سببا أساسي في استهدافها أثناء العدوان الثلاثي كرد استعماري على دورها في دعم كل حركات التحرر بإفريقيا و أسيا خصوصا بعد صدور كتاب عبدا لناصر -فلسفة الثورة- حيث خطط لدعم حركات التحرر بالعالم و وضع الأولويات بفكرة الدوائر الثلاثة و كانت دول شمال إفريقيا في الدائرة الأولى حيث كانت بالقاهرة مقرات التنظيمات الإفريقية، و مبنى «الرابطة الأفريقية» في «خمسة أحمد حشمت» بالزمالك و كان قادة المقاومة المغربية و الجزائرية من طينة عبد الكريم الخطابي و علال الفاسي و احمد بنبلة و الحسين ايت احمد مستقرين بالقاهرة و كانت خطب أسد الريف تنتقل من إذاعة صوت العرب و تصل إلى كل من المغرب و الجزائر فلا عجب ان تنطلق في نفس اليوم انتفاضة وادزم و سكيكدة.
اليوم تعرف شمال إفريقيا تحديات كبرى و تهديدا مصيريا لاستقرارها و لوجودها كدول مستقلة و موحدة بفعل الأطماع الخارجية للمشروع الصهيو-امبريالي المدعوم من الأوليغارشية المالية العالمية و داخليا بالفعل الطابور الخامس الداخلي الذي استهوته المسخرة الصهيو-تركية المكون من قطعان من الجهلة الدمويين الإرهابيين الفاقدين للرشد المغسولة أدمغتهم و غير القادرين على التفكير النقدي المستقل عن شيوخهم و قادتهم بلندن و تركيا و قطر. هذه القطعان التي تمت صناعتها خلال الحرب الباردة لمواجهة حركات التحرر الوطني بافريقيا و اسيا و المد اليساري التحرري بأمريكا اللاتينية و قد تدفقت اموال البترول بغزارة لبناء هذا الجيش من المرتزقة و تم تدريبه عبر العالم من طرف المركب الصهيو-تركي تركيا التي سلمت فلسطين و الجزائر للاستعمار و الحالمة باستعادة هيمنتها على جثة إمبراطوريتها الميتة. تركيا التي لم تستطع ابدا اختراق المغرب المنيع تاريخيا و الذي لم يسقط في يد الاستعمار الا بعد بيع العثمانيين الجزائر لفرنسا. اليوم تركيا و الصهاينة في نفس مركب الناتو ساهموا في تدمير العراق و سوريا و ليبيا. اما بعد ان سقط القناع عن الدور التركي فلا يمكن الا ان ننتظر دورا اكثر عدوانية على مصر و الجزائر و المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق